بقلم نجوى عبدالعزيز
الحب نهر رقراق بالنور والضياء، يتدفق ويتلألأ بالصفاء والوفاء!
الحب أنشودة تعزفها القلوب وتشدو بها النفوس وتطرب بها الأرواح، إنه الروح الهائمة في سماء الخلود، يعيش ويحيا بالرقي والسمو والبذل والعطاء .
ومن بحور المحبة تأتينا أمواجه هادرة؛ حانية فتقبل علينا صنوفه وأنواعه بدفء أحلامه وروعة حنانه يتصدرها فيسمو بها حب الله فيفيض على الإنسان شتى أنواع الحب الراقية والسامية يقول الشاعر في وصف عظمة الحب لله جل علاه:
إنّ نفسا لم يشرق الحبّ فيها هي نفس لم تدر ما معناها
أنا بالحبّ قد وصلت إلى نفسي و بالحبّ قد عرفت الله .
ومن حب الله تنبع الفضائل وتسود مكارم الاخلاق بالتقوى والخوف والرجاء، ويلتزم المحب بطاعته لمولاه جل علاه؛ فنراه يعزف مع الكون أغاريد البهجة مكللة بالرضا والحمد والعطاء
ويلي هذا الحب الجميل: الحب النبيل الأصيل: حب الوطن وهو ضياء الانتماء وأخلاص الالتزام ونور عناية وحفظ ورعاية؛ذاك الحب الأثير على قلوبنا فالوطن يسكن المهج ويحيا في القلوب ويقتات بالحفاظ عليه والجهاد في نصرته والذود عنه حتى الاستشهاد
يقول الشاعرفي حب الوطن :حب الوطن فرض عليه أفـديه بروحـي وعينيه.
وهاهو رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات وأتمّ التسليم؛ يدرج في نفوسنا قيمة الوطن وعظمة الحنين إليه فيقول عن مكة المكرّمة:
(ما أَطْيَبَكِ من بلدٍ! وأَحَبَّكِ إليَّ! ولولا أن قومي أَخْرَجُونِي منكِ ما سَكَنْتُ غيرَكِ) (حديث صحيح)، فهذا الحديث الشريف يُعلي ويعلن تعلّق النبي عليه الصلاة والسلام بوطنه، وحبّه العميق له، وحنينه الدائم له .
وحب الله والوطن من الحب الفطري في النفوس وكذا حب الأهل و الأولاد فطرة أيضا .
و الحب أنس بالحياة؛ هونسيمها الفواح في لهيب أوجاع قد تأخذ المهجة إلى صحراء يأس فيطل بجلاله وسلطانه فيبعث الأمل و الانشراح والطاعة والحبور والقيم النبيلة فيمحو القنوط
ويغذي الرجاء و ويرقى به وفيه.
الحب نهج الصلاح والنجاة وهو أحاسيس جارفة بالوصال؛ زاخرة بالعطاء؛ تتنفس بالجود وتحيا بالفداء والسخاء !
وتدور بنا هالات المودة فتلقي بنا في بحور المحبة التي يتغنى بها الشعراء ويهيم بها الفتيان والفتيات وهذا النوع من الحب حب إن جاز التعبير هو قدري لا تعرف له لا أسباب ولا مسببات هو عاصفة قد تقتلع أمنك وربما كان واحة ونور يسلك بك سبل النجاة! ولربما صار هوالسجن الاختياري الملزم للقلب؛ المكبل للعقل المؤنس للروح؛ ويشتبك مع المودة في سباق أيهما أقوى وأدوم!
ويزعمون ــــــ أنه ـ أي الحب ـ فقط ــــــــ المصدر الجميل للسعادة وللشقاء معا! ويتهمونه بالسهر والسهاد والغيرة والأثرة والشك ويدفع عنه كافة التهم ذلكم النجاح الملهم للمحب و نبوغ الإيثار واالفداء والعطاء وهي أيضا سمات للحب تتجلى في صدق المحبة وخلوصها . إنه لا يكل ولا يمل ولا يعرف المستحيل.
ويبقى للحب في معاجم اللغة أسماء وصنوف منها: الشغف والعشق والهيام والهوى والصبابة والغرام والنجوى والمودة وهي اصفى واجمل انواع الحب
التعليقات مغلقة.