بقلم : د.محمد عبد العزيز كاتب وباحث اقتصادي ومتخصص في الشئون الأفريقية
شهدت البورصة المصرية اضطرابات وتراجعا كبيرا في الأداء خلال العام الماضي عموما وأصبح هذا التراجع واضحا خلال الربع الثاني وخاصة شهري مايو ويونيو ٢٠١٩ وكان ذلك نتيجة زيادة الضغوط البيعية في البورصة المصرية خلال تلك الفترة مما أدى لتراجع مؤشر البورصة المصرية الرئيسي EGX30 ، وشهد الأسبوع الأول لشهر مايو ٢٠٢٠ تراجعا ملحوظا مع توقعات باستمرار هذا التراجع خلال شهري مايو ويونيو ٢٠٢٠ نتيجة للانكماش العالمي وحالة الحذر المسيطرة على جميع أسواق العالم بسبب تداعيات أزمة وباء كورونا ، كان التراجع في الإستثمار الأجنبي والعربي خلال عام ٢٠١٩ نتيجة لارتفاع تكلفة الاستثمار في البورصة المصرية أما هذا العام فإن التراجع يرجع أساسا إلى الانكماش الاقتصادي العالمي والحذر المسيطر على كافة الاستثمارات في البورصات العالمية جميعا . وتجدر الإشارة إلى أن هناك حالة من الانكماش والحذر المتوقعة خلال تعاملات البورصة المصرية في الربع الثاني من عام ٢٠٢٠ ولكن بدرجة أقل قليلا من الربع الأول للعام الحالي وأيضاً من الجدير بالذكر الإشارة إلى أنه من المتوقع مع بداية العودة للعمل في كافة القطاعات الاقتصادية تدريجيا أن يبدأ مؤشر البورصة المصرية الرئيسي EGX30 التحسن تدريجيا وأيضا متوقع حدوث ذلك بشكل ملموس بداية من يوليو ٢٠٢٠ خاصة مع استمرار طرح المزيد من أسهم الشركات الحكومية وشركات الخدمة المدنية التابعة للقوات المسلحة في البورصة ومع بداية جذب عملاء جدد إلى شركات الاستثمار في البورصة المصرية وتحسن المناخ العالمي للاستثمار بعد عودة الحياة لطبيعتها تدريجيا وبعد جني ثمار مبادرة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعم البورصة المصرية بحوالي ٢٠ مليار جنيه ، وفي حال رغبة صغار المستثمرين الاستثمار خلال الربع الثاني من العام الحالي فإنه يجب الاستثمار في القطاعات والشركات التي تتسم بتوافر السيولة لديها إلى جانب إنخفاض متوسط مضاعف الربحية بها ، وعليه يفضل في أوقات التذبذب والانكماش في سوق البورصة المصرية أن يتم الاستثمار في القطاعات والشركات القادرة على تفادي الصدمات الخارجية والاعتماد على ذاتها بصورة أكبر من غيرها مثل القطاعات والشركات التالية :- قطاع الاتصالات وقطاع الغاز والبترول وقطاع البنوك وقطاع المطاحن وشركات الأدوية خاصة الحكومية منها . وبصفة عامة فإن هناك شركات مسجلة بالبورصة متضررة كثيرا نتيجة وباء كورونا خاصة شركات السياحة والطيران وهناك شركات أخرى يمكن أن تتوسع في السوق مثل شركات منصات البيع الالكتروني مثل منصة “أمازون” الأمريكية نتيجة لزيادة الطلب على خدمات الشراء من على الإنترنت في ظل تطبيق الحظر الطبي والإجراءات الوقائية في كل دول العالم والاعتماد على منصات الشراء الإلكترونية وهناك أيضا شركات الأغذية والأدوية وخدمات الرعاية الطبية وهي أيضاً شركات متوقع نموها بشكل كبير نتيجة تفشي وباء كورونا .
التعليقات مغلقة.