بقلم الكاتب محمد داغر
تمر مصر والدول العربية بوجه عام في وقتنا الراهن بدايتآ من 2011 وحتى الآن بظروف أخلاقية غاية في الصعوبة والخطورة وهذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا الشرقي وخصوصآ المصري الذي انتمي له لا تقل عن خطر الإرهاب وقتل الأبرياء فتسربت قيم دخيلة ومتدنية إلي المجتمع لتطفوا علي السطح وتزعج الجميع المظهر والملابس تبدلت كانت في الماضي ملابس النساء تتمتع بالحرية وبدون حجاب ولكن في مجتمع نادج فكريآ واخلاقيآ الآن انتشر الحجاب مع الملابس الفاضحة علي جسد واضح المعالم وبعد مظاهر الرجال والشباب في الغالب عن الوقار والاحترام لتظهر عادات سيئة من مرضى نفسيين في مجتمعنا يدافعون عن المتحرش ويلوموا المرأة فقط وكأن هذا الكائن المتحرش ملاك فالجميع يحمل مسؤلية اتجاه هذا السلوك الهدام. وتغيرت اللغة أيضآ لتفوح من الأفواه ألفاظ كريهة، واستبدلت الكلمات العربية والعامية الأصيلة بلغة خليطة مسخ مشوهة لا أحد يعلم مصدرها وعم السباب والشتائم في الشوارع وفي الفنون وفي السوشيال ميديا علي حد سواء وصار أبطال السينما الذين كانوا نموذجاً للرقي والموضة والرجولة من أصحاب السوابق والبلطجية وصلت الأصوات المنكرة محل الطرب والشجن في مهرجانات الفوضي والصراخ الذي تساعد على هدم القيم والأخلاق بمجتمعنا. وطفت جرائم شديدة مثل «الشذوذ» وفيديوهات المخلة للآداب على مواقع التواصل الاجتماعي والغريب أن يوجد البعض من المدافعين عن هذه الظواهر المحرمة في جميع الأديان السماوية والخروج عن المألوف لتدق أجراس الخطر في كل مكان.. تفزع لها القلوب.. كيف وصلنا إلي هذا الفساد الأخلاقي وإنعدام القيم في مجتمع أجداده أصحاب العلم والعلوم والحضارة القوية. والإجابة من وجهة نظري الفوضى الإلكترونية وإنعدام الأخلاق ستكون هي العنوان ، بكل ما تحمله من مخاطر قد تطيح دولاً وشعوباً، وقد أطاحت بالفعل ببعضها في دولنا العربية فالاهتمام بالتوافه، ومتابعة التافهين، تجعلنا نصنع منهم رموزاً، يتصدرون المشهد وهم أقزام، وندفعهم للشهرة بتسويقنا لأعمالهم المشينة ومشاهدهم الوضيعة، ونفسح لهم المجال لإفساد الذوق العام وهدم الأخلاق، وصرف الناس عن الارتقاء في ميادين النجاح والتنمية. والأدهى أن يغتر أولئك التافهون بشهرتهم، فيتقحمون مسائل لا يفقهونها، وعلوماً لا يملكون بديهياتها وأصبح التحرش الإلكتروني وباءً ساماً يطارد ويقتل أخلاق وقيم المجتمعات يومياً فيبدأ التحرش الإلكتروني من نوع التعليقات الجنسية والشتائم التي تستهدفك إذا علقتِ في الصفحات العامة والمنشورات المفتوحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويتميز هذا النوع بالعنف والإيذاء المباشر للأنثى أولآ والرجال أيضآ ويتطور التحرش الإلكتروني إلى الرسائل الجنسية والتي تحتوي على عبارات خادشة لأخلاقنا وقيمنا المجتمعية أو صور عارية أو فيديوهات خليعة الغرض منها مضايقة من يتلقاها وكما نشاهد في السوشيال ميديا على الفيس بوك وانستجرام وتيك توك وغيرهم من المواقع الالكترونية الذي أصبحت كناية لجني الدولار مقابل بذائات وتفاهات وإنعدام أخلاق واضح وصريح. فهنا الحل يكمن في توعية الأسرة ووجود رقيب على الأبناء واستخداماتهم الإلكترونية وتفعيل قانون رادع يحاسب كل من يفعل هذه الأفعال الهدامة لقيمنا واخلاقنا المجتمعية وتفعيل التوعية الدينية أيضآ بكل أشكالها ومحاربة هذه الظاهرة عبر منابر الإعلام فعلينا أن نعلم جيدآ إن التمسك بالأخلاق سبب بقاء واستقرار الدول وتقدمها وازدهـارهـا فـالأمم تضعف إذا ما تراجعت فيها الأخـلاق وتـهـاوت القيم والمبادئ الراسخة. حفظ الله مصر دائمآ
التعليقات مغلقة.