الأحتفال بمولد الحبيب
أمل الدليو تكتب :
المولد النبوي الشريف.. يوم ميلاد أشرف الخلق وخاتم المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. فهو أحتفال من طراز خاص وله طابع مختلف فأنه إحتفال بمولد الحبيب ..حبيب أكثر من ملياري مسلم علي وجه الأرض يوم ينتظره المسلمون من كافة أنحاء العالم للاحتفال به واظهار الفرحة والسعادة في هذا اليوم المبارك الذي يوافق 12 ربيع أول من كل عام هجري، وسيوافق هذا العام يوم الاثنين المقبل الموافق 18 أكتوبر الجاري وللاحتفال بهذا اليوم في ليبيا له طعم خاص ومميز كما هو في البلدان الأسلامية عامة فهو يوم مولده ( صل الله عليه وسلم ) وفيه أحياء لسيرته العطره ..وتعالوا بنا لنبحر في أدبيات وجماليات وسولوكيات هذا اليوم المبارك والتي نتعرف عليها في السطور التاليه .. فيسبق الاحتفال بالمولد في ليبيا “ليلة الموسم” وتبدأ عقب صلاة المغرب،، تبدأ بالمدائح النبوية مثل القصيدة الهمزية والحضرة التي تعتبر إحدى الطرق الصوفية في ذكر النبي المعظم، كما يقوم البعض بقراءة ختمة كاملة من القرآن الكريم وإهدائها إلى نبي الإسلام،،
بينما يختار عدد آخر التوجه إلى الزوايا الصوفية التي تنبعث منها أصوات القرآن ومدح رسول الله عليه الصلاة والسلام وضرب الدف، عادات شعبية يصر الليبيون على التمسك بها، كنوع من الخصوصية مقارنة ببقية البلدان الإسلامية..
“الزوايا الصوفية” …
ويجوب مريدو الزوايا الصوفية شوارع ليبيا لإحياء هذه الذكرى بينما تقيم زوايا أخرى ابتهالات دينية ومديح للسيرة النبوية إضافة إلى إنشاد المالوف والموشحات الأندلسية.
إن الليبيين “يتنظرون هذه المناسبة الدينية للاحتفال واستقبال الشباب والكبار على مائدة الأذكار”.
وتحرص ربات البيوت في هذا الوقت على تبخير المنزل وتزينها ، و استعداداً لاستقبال الضيوف وتتفنّن السيدة الليبية بتحضير العشاء والحلويات مع الشاهي المنعنع والقهوة ،،
“العصيدة” فطار الميلود..
وهي من الأطباق الأساسية في احتفالات المولد النبوي الشريف “الميلود” تتكون من دقيق وماء والقليل من الملح وتكور ويوضع عليها عسل وزبدة أو دبس التمر “الرب” وزيت الزيتون.
يجتمع كل الليبين في هذه المناسبة للالتقاء بأفراد الأسرة وإحياء سهرات أسرية باستعمال الدف الذي يشترى خصيصاً لعيد المولد النبوي، وتضاء الشموع في أنحاء المنازل..
ويخرج الأطفال والشباب حاملين القناديل وهم يرددون،،
“هذا قنديل وقنديل..
يشعل في ظلمات الليل”
” و هذا قنديلك يا حواء.. يشعل من المغرب لتوا”
و “هذا قنديل الرسول.. فاطمة جابت منصور”
وهم يمرون على البيوت التي توزع الحلوى “الشاكال” والهدايا والبخور وماء الزهر على المحتفلين،و تزيين الشوارع والأرصفة بالإنارات الملونة والشعارات المعبرة عن عظمة الذكرى.. والأسواق تزدحم يوم الموسم الي ساعات متأخرة من الليل..
فيتشابه إحياء المولد النبوي في ليبيا كثيراً مع الاحتفال بعيدي الفطر والأضحى في الاهتمام بقص الشعر، وارتداء أزياء جديدة تعكس ثقافة البلاد، وانتشار الفرح والسعادة بين عموم الليبين، بالإضافة إلى شراء الألعاب والهدايا للأطفال، ومنها “الخميسة” وهي عبارة “شجرة” تصنع يدوياً من هيكل خشبي على هيئة شجرة تزين بالورود البيضاء والحمراء والوردية وفي قمتها توضع “الخميسة” ، وهي شمعدان على هيئة يد مفتوحة توضع فيها الشموع.
فالليبين ينتظرون هذه المناسبة كل عام بفارغ الصبر، إذ تدبّ الحركة مجدداً في مختلف أزقة الأحياء الشعبية التي تنبعت منها روائح البخور وماء الزهر وأصوات الذكر ومدح رسول وتمتلي الساحات العامة في ليبيا بالشيب والشباب والأطفال الذين يرتدون الزي الليبي التقليدي “الزبون” مكون من ثلاث قطع المكونة من السروال والسورية والفرمله..
ليبيا الفرح.. ليبيا السلام.. ليبيا الحبيبة الغالية كل عام و إنتِ مزينة ونايرة وكل الليبين و والعالم العربي الإسلامي بالف خير وسلامة على الجميع.
التعليقات مغلقة.